لكورة السعودية .. كيف الحال !؟

تمر كرة القدم السعودية هذه الأيام بموجة عنف غير مسبوقه على مستوى ادارات الاندية وعلى مستوى الجماهير .( العُقل ) جمع عقال وهو ذلك الشيء الذي نضعه على رؤسنا بدأ يستخدم هذه الأيام من قبل بعض أعضاء الشرف في بعض الأندية كوسيلة ترهيب وتخويف ضد الحكام ومن شاهد منكم لقاء نادي النصر الأخير ضد نادي الهلال سيعلم يقيناً أن كرة القدم لدينا على المستوى الإداري والتنضيمي تسير كما يقولون من جرف إلى دحديره ولا أدل على ذلك من موجة الغضب الجماهيري واشعال النار في المدرجات وفي أعلام نادي الهلال من قبل جمهور النادي الاهلي في جدة البارحة وهو منظر ذكرني بحالات الشغب التي تحدث بصورة مستمرة في ملاعب امريكا اللاتينية . البعض يعزو هذا الشحن النفسي الحاصل في الكرة لدينا لأخطاء الحكام المتكررة والظالمة لبعض الفرق مثل فريق النصر الذي يقول مناصروه انه دائما ما يكون كبش الفداء في تلك المآسي التحكيمية ويشترك الأغلبية على أن الهلال هو الفريق الملكي ! في السعودية . فهو الفريق الذي يحضى بدعم الأمراء والأعلام وتجير له كل الامكانات وهو من يستأثر بكل ذلك وحده ولا أدل على ذلك من أنحياز الحكام له في إتخاذهم للقررات إما خوفاً من سطوة الإعلام الهلالي لهم في اليوم التالي للمباراة أو مجاملة لبعض الشخصيات الكبيرة الداعمة للنادي الملكي !! .

لا أدري لماذا تذكرت في هذه الأيام شخصية رياضية مهمة كان لها أكبر الحضور على المشهد الرياضي لدينا في السعودية ، تذكرت الراحل الأمير فيصل بن فهد رحمه الله ، هذا الرجل الذي يعرف عنه أنه كان حازماً وقوياً في قراراته بل ان شخصيته المتمكنة كانت الجدار الفاصل الذي يمنع الآخرين من التلاعب بامكانات الرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص ، بل أنه من الصعب أن تجد تصريح من رئيس نادي ولو كان يحمل صفة الأمير يمكن أن يشكك بنوايا الحكام وذممهم و الصحافة الرياضية وقتها كانت أنظف لوغوياً مما هي عليه الآن ! كانت كرة القدم في عهد فيصل بن فهد رحمه الله على درجة عالية من الانضباطية أدارياً تحديداً وكذلك على مستوى اللاعبين . الجميع كان يخشى غضب الرجل أو لأكون أكثر تحديداً كانوا يخشون سطوته وقدرته الهائلة على فعل ما يريد ومن يعرف الرجل يعرف الحجم الحقيقي الذي كان يمثله في الدولة .

بمثل هذه المواصفات كانت الكرة السعودية تعيش اجمل أيامها وربيعها كما يقولون بيد أن كل ذلك بدأ يتهاوى بشكل دراماتيكي مخيف منذ وفاته رحمه الله فبدأت السبحة تنفرط شيئاً فشيئاً بدءً من الخسارات المتتالية والمحرجة ( تذكرو 8 المانيا) وما حصل في المنديال الأخير وخسارة كؤوس آسيا المتتالية والتي كانت من نصيب الأخضر دائماً ووصولاً لحالة الشغب المتواصل لبعض رؤساء الاندية في تصريحاتهم وانتهاءً باحراق اعلام المنافسين !!